يهدف هذا البحث إلى إبراز التكامل الحاصل بين علم أصول الفقه وعلوم اللغة العربية من حيث الإمداد والاستمداد والتجديد، وتتجلى أهمية هذا الموضوع في كون الحديث عن هذا التكامل هو حديث عن علاقة القرآن والسنة باللغة العربية من حيث دلالة الألفاظ على المعاني، كما أنه عرفان بجهود علماء الأصول في مجال ضبط وتحقيق القواعد اللغوية، وهو ما رمت بيانه من خلال ثلاثة مباحث رئيسة، مبحث لاستمداد أصول الفقه من اللغة العربية، ومبحث لإمداد أصول الفقه للغة العربية ومبحث لتجديد الأصوليين في مباحث اللغة العربية، وقد توسلت في كل ذلك بالمنهج الوصفي التحليلي، وقد توصل البحث لمجموعة من النتائج أهمها أن الأصوليين استفادوا كثيرا من أساليب اللغة العربية لفهم دلالات الألفاظ، وأنهم لم يكونوا في ذلك مجرد مقلدين للغويين، وإنما كانت لهم تدقيقاتهم المعتبرة، كما أن اللغويين قد بنوا بعض قواعدهم على سنن المناهج الأصولية.